lilac
عدد المساهمات : 42 تاريخ التسجيل : 27/07/2009 العمر : 25
| موضوع: ماذا تعرف عن الميكيافيلية ؟ الثلاثاء أغسطس 25, 2009 8:17 pm | |
| ماذا تعرف عن الميكيافيلية ؟
--------------------------------------------------------------------------------
الميكيافيللية منسوبة إلى نيقولا مكيافللي المولود في فلورنسة (إيطاليا ) عام (1469م) ، وشب ميكافللي في عهد الأمير المديشي ( لورنزو العظيم ) الذي انتهى حكمه بفوضى سياسية ، ثم انتخب نيقولا مكيافللي سكرتيراً للمستشارية الثانية لجمهورية فلورنسة ، واستمر ثلاثة عشر عـاماً في الحكم ، فزحف الجيش الفرنسي من جديد إلى فلورنسة ، وعادت أسرة مديشي ، ونفي مكيافللي من مدينته الى الارياف .
وهناك قرأ التاريخ حتى تمكن من تأليف كتاب الأمير ، الذي أهداه إلى أحد أفراد أسرة مديشي آملاً في إعادته إلى منصبه .. وبقي كتاب ( الأمير ) مغايراً للتيارات الجوهرية للفكر السياسي الحديث مدة ثلاثة قرون ، وقد بدأ مكيافللي يتسلل إلى الفكر السياسي في أواخر القرن الثامن عشر ، ثم سيطر على الفكر السياسي في القرنين التاسع عشر والعشـريـن ( فاروق سعد ص 20ـ 27بتصرف ) .
يدور كتاب الأمير كله حول الطرق الكفيلة بتثبيت الحاكم واستمرار حكمه، دون أي اعتبارآخر، وكل وسيلة جائزة لأن الغاية منها هي بقاء الحاكم والمحافظة على كرسي الحكم . في الفصل الثالث يقول عن الدولة المضمومة حديثاً إلى المملكة (...ومن الواجب في سبيل الإحتفاظ بها .... القضاء نهائيـاً على الأســـرة التي كانت تحكم في الماضي )، ( وعلى الحاكم أن يقيم بينهم ، ويقيم فيها مستعمرات تقيم فيها جاليات في مكان أو مكانين استراتيجيين ، ولن يكلفه ذلك سوى أخذ بيوت قلة من المواطنين الذين يضحون مشردين وفقراء لا يتمكنون من إلحاق الأذى بالأمير ، بينما يهدأ الآخرون حتى لايصبهم ما أصاب إخوانهم ، وإذا أساء الأمير إلى الإنسان يجب أن تكون إساءة كبيرة جداً بحيث لا يتمكن المساء إليه من الإنتقام ) . ( وعلى حاكم المقاطعة المحتلة أن يضعف جيرانه الأقوياء ، وأن يقضي على الأقوياء في إمارته الجديدة ، وهكذا فعل الرومان ) ( وهم أمراء حكماء يهتمون بمستقبل دولهم وليس حاضرها فقط ) (ص 58 ) .
ويقول في الفصل الثاني عن حكم المدن أو الممالك التي كانت حرة : ( لا تـذعـن المدينـة الحرة إلا لأبنائها ( حكام عملاء ) ، وهذا هو السبيل للاحتفاظ بها ، وكل من يسيطر على مدينة حرة ولا يقوم بتهديمها ، يتعرض هو للدمار منها ... وعليه أن يمزقهم شر ممزق ، ويفرقهم في كل صقيع ) ( ص 76 ) .
ويقول في الفصل الثامن : ( ... على المحتل أن يرتكب فظائعه فوراً ولمرة واحدة ، وأن لايعود إليها من يوم لآخر ، ليكسب ولاء شعبه ، حيث يعطيهم المنافع قطرة قطرة ، حتى يشعر الشعب مذاقها ويلتذ بها ) ( ص 96 ) .
وفي الفصل 12 يقول : ( تـوجـد القوانين حيث تتـوفـر الأسلحـة القوية ) ( ص 117 ) ، وفي الفصل (14) : ( وعلى الأمير أن لا يكترث بوقوع التشهير بالنسبة لبعض المثالب ، إذا رأى أن لاسبيل له للاحتفاظ بالدولة بدونها ، فبعض الفضائل تدمر الإنسان، وبعض الرذائل تؤدي إلى السعادة ) ( ص 131 ) ، وهذا هو صريح مذهبه ( الغاية تبرر الواسطة ) أي تصبح الرذيلة فضيلة لأنها تؤدي إلى السعادة .
وفي الفصل 18 يقول تحت عنوان العهود والمحافظة عليها : ( الأمراء العظام لم يهتموا بالوفاء بوعودهم، وتمكنوا بالمكر والدهاء من الضحك على عقول الناس وإرباكها ، وتغلبوا على أقرانهم الذين جعلوا الإخـلاص والوفــاء رائدهم ، والإنسان يلجأ إلى القانون بينما يلجأ الحيوان إلى القوة ، وعلى الأمير أن يلجأ إليهما معاً ؛ ويقلد الأسد والثعلب بآن واحد ، والحاكم الذكي لا يحافظ على وعوده عندما يراها ضارة بمصالحه ) ( ص 147 ) .
ويبــدو أن الفصل الثامـن عشر يكون صلب نظريته السياسية إذ يتابع فيه فيقول : ( والبابا اليكسانـدر السـادس لم يقـم بـأي عمل سـوى خداع الآخرين ، وتقديم الوعود داعماً إيـاها بالإيمان المغلظة ، ثم لايتمسك بها ، وإذا أراد الأمير الجديد المحافظة على دولته فإنه يضطر إلى مخالفة العهود ، وأن يعمل خلاف الرأفة والإنسانية والدين ، وأن لايفضح نفسه بأقواله ، وعليه أن يجعل الناس يرون فيه الرحمة مجسدة والوفاء للعهود والنبل والإنسانية والتدين، وفي أعمال جميع الناس، ولاسيما الأمراء ؛ تبرر الغاية الوسيلة) ( ص151 ) .
هذه معظم القضايا الخطيرة في كتاب الأمير بالإضافة إلى قضايا أخرى تبدو أنها خطيرة ، ويقول سعيد حوى عنه : ( ينصح الأمير بما يثبت له إمارته ، حتى لو كان محتلاً غازيـاً ، والفضيلة عند مكيافللي هي الاحتفاظ بالإمرة ، والرذيلة عكس ذلك ، وكل الوسائل المـؤديـة إلى حفظ الإمرة مبررة ). (فصول في الإمرة والأمير ، ص168) .
تأثير نظرية ميكيافيللي على الوضع السياسي
يقول فاروق سعد ( مترجم كتاب الأمير) : ( إذا درس القارىء هذا الكتاب (الأمير) وأمعن النظر فيما حوله من أحداث ووقائع واتجاهات وتيارات ، رأى أن الكثير منها توجهها نظريات مكيافللي وآراؤه . وتتحكم فيها قواعده وأفكاره ، مما يشير إشارة واضحة إلى أن هذا الكتاب رغم مرور نحو من خمسمائة عام عليه مازال الموجه الملهم لكثير من رجال السياسة ومنفذيها في مختلف بلدان العالم ) . ويقول كريستان غاوس عميد جامعة برنستون الأسبق :
( اختار موسوليني كتاب الأمير أطروحة للدكتوراة ، وكان هتلر يضعه في سـريره ليقرأ به قبل النوم ، وتتلمذ لينين وستالين على هذا الكتاب أيضاً، ومنذ خمسين عام بدأنا نطلق على مكيافللي اسم مؤسس علم السياسة الحديث ) (ص 18) .
ويقـول موسوليني : ( الـذي حصل على الدكتوراة في كتاب الأمير) : إن مكيافللي يحتقر البشر، فالبشـر عنـده خـبثاء ، يتمسكون بمصالحهم المادية أكثرمن تمسكهم بحياتهم الخاصة) ( ص 7 ) .
صفات الأمير عند مكيافللي
1ــ سوء الظن بالرعية ، لأن الشعب يغلب عليه الشر ، والأخيار فيه قليل . 2ــ الإحتفاظ بالقوة والسيطرة ، بأية وسيلة ، والشر يصبح فضيلة عندما يحقق المصلحة . 3ــ الأخلاق الفاضلة ، والسلوك المستقيم ؛ صفتان مهلكتان للأمير . 4ــ لا يعبأ بالمعايب ( كالظلم والخيانة وسفك الدم وخنق الحريات ) طالما تؤدي إلى الاحتفاظ بكرسي الحكم . 5ــ أن يتصف بالنفاق ، ليبقى في الســلطة ، ( فلا يرى منه الـــرائي ، ولايسمع منه السامع ، إلا الأمـانــة والعفــة والتقوى وحب الإنسانية ) . 6ــ الغدر من الصفات الضرورية للأمير (... لا ينبغي للأمــير أن يحفظ العهود إذا كانت ضد مصلحته ) . 7ــ الخبث ( ...فيستعمل الخيرأو ضده في الوقت المناسب ، وأن يقلل من طيبه) . 8ــ البخل ( .. من الحسن أن يذاع عنه أنه كريم ، ولكن الكرم يضر ) . 9ــ أن يتخذ لنفسه واجهة من الرجال تقيه غضب الشعب ، فما كان من خير نسبه لنفسه ، وما كان من شر ألصقه بهم ، فيظهرالأمير بدور المنقذ . 10ــ ولكي يرضي الواجهة يتساهل معهم ، وييسر لهم الرفاهية والغنى ، وإذا أخطأ أحدهم لايشتد عليه الأمير . 11ــ أن يكون ضميره ميتاً ، وعقله مرناً ، حتى لا يؤنبه على ارتكاب الآثام ، ومرونة العقل حتى لايتأثر بالمتناقضات . هذه أهم صفات الأمير الناجح عند مكيافللي ، فكم منها ينطبق على هذا العصر ؟
منقول من كتاب التربية السياسية في المجتمع المسلم ، لخالد الشنتوت . | |
|