دعوة إلى عالم الغباء السعيد
((( عندما يصبح أسعد الناس في زمن هم الحمقى ، ويعتلي منافقون أنبل مواقع ...عندما يودي العقل بصاحبه إلى غياهب الوحل !! ...
فلا عجب حينئذ أن يصبح الجهل أمنية والغباء غاية ، فهنيئاً لكم أيها الحمقى في عالمكم السعيد ... )))
من أسعد الناس ؟
من أكثرهم تمتعاً بمباهج الحياة ؟
بعد ثلث قرن من الشقاء
أدركت أن أكثرنا راحةً
هو المجنون
لا تقولوا بأنني مجنون
لأني أتمنى ذلك
وكل عاقل في زمني أمله الجنون !
طموحه الجنون
غايته الساميه هي الجنون
فهنيئاً لمن لا يحس بالظلم
لمن لا يشعر بالقهر
هنيئاً لمن لا يفكر
لأن التفكير في زمني أصبح كالأفيون !!
هي دعوة يا سادتي
دعوة إلى عالم الغباء السعيد
لنقتلع العقل الدخيل
هذا الذي يفسد علينا زهرة الحياة
دعوني أحلق في فضاء الحماقة
أمارس الجنون
أغوص في مكنوناته
أسبر غوره ، ويسبر غوري
فالنفس بدون جنون أشلاء
الإنسان بلا جنون ذكرى ..
مجرد ذكرى ...!!
أظنكم ما زلتم تحسبونني مخبولاً
لماذا تلبسوني شرفاً لا أستحقه ؟
من منا يدعو الله أن يعفيه من العقل ؟
أقسم أنني أتمنى ذلك
أرجو المولى أن يعفيني من الذاكرة
لقد قلت لكم مرة ً
أصدق الناس في هذا الزمن هم الكذابون
أكثرهم إخلاصاً هم الغدارون
عندما يصبح يا سادتي
أنجح الناس في زمن هم الفاشلون
كيف يمكنني أن أحتفظ بعقلي ؟!
ذكرت لكم مرةً
( العقل نقمة ، والجهل نعمة
والنفاق سيد الأخلاق )**
كيف أستطيع أن أحتفظ بالنقمة ؟
أن أحتفظ بالشقاء ؟
ولكن يا سادتي ،
هل من السهل أن نأخذ فيزا إلى النعمة؟
هل يوافق موظف الحدود
أن يمنحني تأشيرة الجهل ؟
أرجوكم ساعدوني
لأنطلق من الظلمة إلى النور
من النقمة إلى النعمة
موظف الحدود يقول
وهو عن قوله مسؤول
مجرد وجودك في العالم الثالث يا سيدي
تأشيرة حقيقية إلى الجنون !!
دعوني أتربع على عرش الجنون
اتركوني أعيش في هذياني
فإنني لا أعرف
كيف يحيا من يفتقر الجنون ؟!
أرجوك يا سيدي
إمنحني حق الجنون
دعني أتعاطاه
أتلذذ بطعمه
أمارس الخبل
أدمن الحماقة
قولوا عني أخرق .. مخبول
المهم ألا تتهموني بالفهم
ألا تتهموني بالفكر
أو حتى التفكير
دعوني منكم ومن فكركم
فأنا أعشق الحماقة
أتمنى تفكير الحمير
دعوني أولد من جديد
فإن في الغباء حياة
إن في الغباء حياة