سورة الكهف السورة الثامنة عشرة من القرآن وهي مكية نزلت بعد سورة الغاشية. وهي إحدى خمس سورة بدأت بجملة «الحمد لله»، بالإضافة إلى الفاتحة والأنعام وسبأ وفاطر. تروي السورة أربع قصص قرآنية هي قصة أهل الكهف وقصة صاحب الجنتين وقصة موسى مع الخضر وقصة ذي القرنين. وقد أخذت السورة اسمها من قصة أصحاب الكهف.
يسير سياق السورة حول موضوعات رئيسية في أشواط أربعة : تبدأ السورة بالحمد لله الذي أنزل على عباده الكتاب للإنذار والتبشير . تبشير المؤمنين وإنذار الذين قالوا اتخد الله ولداً ، وتقرير أن ما على الأرض من زينة إنما هو للابتلاء والاختبار ، والنهاية إلى زوال وفناء .ويتلو هذا قصة أصحاب الكهف . وهي نموذج لإيثار الإيمان على باطل الحياة وزخرفها ، والاتجاء إلى رحمة الله في الكهف ، هرباً بالعقيدة أن تمس . ويبدأ الشوط الثاني بتوجيه الرسول - – أن يصبر نفسه مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ، وأن يغفل الغافلين عن ذكر الله . ثم تجيء قصة الجنتين تصور اعتزاز القلب المؤمن بالله ، واستصغاره لقيم الأرض . وينتهي هذا الشوط بتقرير القيم الحقيقة الباقية والشوط الثالث يتضمن عدة مشاهد متصلة من مشاهد القيامة تتوسطها قصة آدم وإبليس . وينتهي ببيان سنة الله في إهلاك الظالمين ، ورحمة الله وإمهاله للمذنبين إلى أجل معلوم . وتشغل قصة موسى مع العبد الصالح الشوط الرابع وقصة ذو القرنين الشوط الخامس . ثم تختم السورة بمثل ما بدأت : تبشير للمؤمنين وإنذار للكافرين . وإثباتاً للوحي وتنزيهاً لله عن الشريك .
يربط القصص الواردة في سورة الكهف محور واحد وهو أنها تجمع الفتن الأربعة في الحياة: فتنة الدين (قصة أهل الكهف) وفتنة المال (صاحب الجنتين) وفتنة العلم (موسى مع الخضر) وفتنة السلطة (ذو القرنين). ويرد ذكر إبليس في منتصف السورة والتحذير من عاقبة اتخاذه وليا، فتنص الآية 50: «وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا»، وفي ذلك دلالة على أن المحرك الرئيسي لتلك الفتن هو الشيطان الذي يزينها للناس.